[vc_row][vc_column][vc_column_text]
ياسمينة أبو الزهور:
المغرب هو الفائز الأكبر مغاربيا من المصالحة الخليجية.
ستنظر كلّ دول المغرب العربي بعين إيجابية إلى حلّ الأزمة الخليجية، لكنّ المغرب هو الفائز الأكبر. ففيما حافظت المملكة رسمياً على موقف محايد طوال فترة الأزمة، يمكن القول إنّها فضّلت قطر، فأرسلت لها الإمدادات ورفضت الخضوع للضغوط من الدول المحاصِرة للانقلاب على قطر. وحتّى بعد الحلّ، ستتذكّر القيادة القطرية إخلاص النظام المغربي وستستمرّ بتقديم الدعم المالي والدبلوماسي. ومع أنّ علاقة المغرب بالكتلة السعودية الإماراتية كانت أكثر توتّراً، كانت العلاقات بين الرباط وأبوظبي أكثر ودّية عقب التطبيع المغربي الجزئي مع إسرائيل. وفي المستقبل، سيهدف المغرب إلى المحافظة على هذه العلاقة وسيحاول الوصول إلى المزيد من التقارب مع المملكة العربية السعودية، بغية تعزيز مصالحه الاقتصادية والدبلوماسية. وتنبع هذه السياسة من نيّة المملكة بمواجهة النفوذ الجزائري المحتمل في الخليج.
لطالما كانت الجزائر انعزالية أكثر من غريمها المغرب وأكثر حذراً من التدخّل الخارجي، بسبب تجاربها مع الاستعمار الفرنسي والحرب الأهلية في التسعينيات. وسوف تستمرّ باعتبار التدخّل الخليجي في المغرب العربي (ولا سيّما في ليبيا) كعامل عدم استقرار وتهديداً لأمنها. لكن نظراً إلى أوضاعها الاقتصادية المتفاقمة والتوتّرات السياسية الداخلية المستمرّة ورفضها طلب المساعدة من المنظّمات الدولية، قد تصبح الجزائر أكثر انفتاحاً للتقارب مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأقلّه، ستهدف إلى جذب المزيد من الاستثمار الخليجي في إطار جهدها لتنويع اقتصادها بعيداً عن قطاع الهيدروكربون.
نشر هذا التحليل من طرف معهد بروكينز
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]
ياسمينة أبو الزهور
أبو الزهور هي زميلة زائرة في مركز بروكنجز، و حازت دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أوكسفورد حيث أعطت محاضرات لمرحلتي البكالوريوس والدكتوراه في السياسات المقارنة والعلاقات الدولية والحوكمة الاقتصادية. تركّز بحوثها على استمراريّة الأنظمة السلطويّة وتحوّلاتها، والسلوك الاستراتيجي الذي تعتمده هذه الأنظمة، وتفاعلات الأنظمة مع التيارات المعارضة، و تعدد المنهجيات. وهي تكتب كتابًا حول استمراريّة الأنظمة الملكية العربية و تكمل عدة مشاريع حول سياسة و اقتصاد دول شمال أفريقيا. وقد عملت أبو الزهور سابقًا كمحللة مخاطر سياسية في أوكسفورد أناليتيكا، و حصلت على درجة البكالوريوس بتميّز في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا.