[vc_row][vc_column][vc_column_text]
سلّطت السنةُ المنصرمة التي قضتها الدول في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجدّ الضوءَ على فجوات كبيرة ينبغي معالجتها في قطاعات الصحّة العامة المغربية والأردنية والتونسية
نشرت النسخة الأصلية من هذا المقال من طرف معهد بروكنجز
بعد مرور سنة على إعلان البلدان في الشرق الأوسط وفي أرجاء العالم حالات طوارئ صحّية وطنية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ، يحتجّ المئات في الأردن عقب وفاة على الأقلّ ستة مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجدّ بسبب النقص في الأكسيجين في المستشفيات. لكن في أماكن أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبلي بعض الدول بلاء حسناً نسبياً، إذ تندرج ستّ منها بين الدول العشرين التي أعطت أكبر عدد من لقاحات فيروس كورونا المستجدّ لكلّ مئة من السكّان (إسرائيل، مع 103,6 جرعة لكل مئة قاطن؛ والإمارات العربية المتّحدة، مع 66,6 جرعة؛ والبحرين، مع 33,6 جرعة، والمغرب، مع 15,6 جرعة؛ وقطر، مع 13,4 جرعة؛ وتركيا، مع 13,2 جرعة).
وعند النظر عن كثب إلى حالة المغرب وتونس والأردن، يتبيّن أنّ الدول الأفضل أداءً في البداية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استفادت بشكل مبكر من إجراءات قوية واستباقية، لكنّها واجهت مشاكل لاحقاً للسيطرة على التفشّي في خلال الموجة الثانية لأنّها خفّفت من القيود التي تفرضها لكي تتعافى اقتصاداتها. وتواجه هذه الدول الآن تحدّي تأمين جرعات اللقاح وإعطائها لأكثرية سكّانها للحدّ من تفشّي الجائحة وخسارة الأرواح.
استجابة أوّلية قوية
كانت لكلّ من المغرب وتونس والأردن استجاباتٌ متشابهة إجمالاً لجائحة فيروس كورونا المستجدّ، ويُعزى ذلك على الأرجح إلى التشابهات الهيكلية بينها. فكلُّها اقتصادات متوسّطة الدخل مع أجهزة قسرية قوية، مع أنظمة صحّة عامة واقتصادات لا يمكنها تحمّل الضغوط التي تولّدها حالة تفشٍّ طويلة. وفي خلال الفترة الأولية من الجائحة، بين مارس وسبتمبر 2020، أدارت هذه الدول حالة الطوارئ الطبّية جيّداً، بفضل الاستجابة الأمنية واستجابة الصحّة العامة القويّتَين والاستباقيتين.
نتيجة لذلك، مقارنة بالكثير من الدول المجاورة في المنطقة، حافظ المغرب وتونس والأردن على عدد إصابات ووفيات منخفض نسبياً في المرحة الأوّلية من التفشّي (راجع الرسم البياني أدناه). في الواقع، بين مارس وأغسطس 2020، كانت هذه الدول من بين أفضل الدول أداءً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ناحية الإصابات والوفيات، مع أداء يقارع الدول المتصدِّرة عالمياً، مثل أستراليا وكوريا الجنوبية. في تلك المرحلة، سجّل الأردن باستمرار أقلّ من عشر إصابات في اليوم لكلّ مليون نسمة، وسجّلت تونس أقلّ من عشرين إصابة جديدة يومياً لكلّ مليون نسمة في خلال تلك الفترة. وكانت الإصابات الجديدة اليومية لكلّ مليون نسمة في المغرب تحت السيطرة أيضاً ولم تتخطَّ الأربعين إصابة قبل سبتمبر 2020.
رسم بياني: الإصابات الجديدة المؤكّدة يومياً
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]