لن تؤثر عودة اليسار إلى الحكم في البرازيل سلبا على العلاقات المغربية-البرازيلية، بسبب الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تجمع البلدين.
تحميل المقال
الملخص التنفيذي
للوهلة الأولى، تبدو البرازيل دولة بعيدة عن المغرب في الجغرافيا والثقافة واللغة، حيث تقع جنوب قارة تمثل تحديا للمغرب كلما انتُخب رئيس جديد وتغيرت حكومة. لكن هذه الورقة تحاجج أن عودة اليسار إلى الحكم في البرازيل لن يكون له أي تأثير سلبي على جودة العلاقات مع المغرب، لأن البرازيل أكثر قربا للمغرب مما نتصور وعمق العلاقات والأواصر التي تربط البلدين أقوى وأبقى من أي حكومة تقود هذا البلد الأمريكي اللاتيني، سواء كانت من اليمين أو اليسار. وإن كانت أغلب الدراسات حول العلاقات بين المغرب والبرازيل تنحاز في تفسيرها لتفرد العلاقات بين البلدين إلى التعاون الاقتصادي، إلا أن هذه الورقة ترى أن التراكمات التي حققها البلدان منذ زمن بعيد تعد اللبنات الأساسية التي تسند التقارب السياسي والذي يسند بدوره التعاون الاقتصادي ويحافظ على العلاقات بين المغرب والبرازيل بعيدة عن الاهتزازات التي تسببها المصالح السياسية.
المقدمة
منذ بداياتها، اتخذت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والبرازيل اتجاهًا تطوريا صاعدا، إذ بلغت الصادرات المغربية نحو هذا البلد ملياري دولار سنة 2021[1]، وسيفوق التعاون الاقتصادي بين البلدين هذا الرقم بكثير سنة 2022. وتعد البرازيل الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي يربطها بالمملكة المغربية خطان جويان تابعان للخطوط الملكية المغربية، أحدهما يتجه نحو ريو دي جانيرو والآخر إلى ساو باولو، كما لا يحتاج مواطنو البلدين لتأشيرة دخول أثناء السفر بين البلدين. وتميزت العلاقات بين المغرب والبرازيل على الدوام بالانتظام والهدوء، وهذا يعود إلى التوجهات السياسية لكليهما، والتي تحافظ على التوافق بشكل كبير مهما اختلفت الحكومات المتعاقبة على قيادة هذا البلد الأمريكي اللاتيني. ويعد التعاون السياسي بين الرباط وبرازيليا الأكثر تطورًا بالمقارنة مع عواصم أمريكا اللاتينية الأخرى. لذا، في الساحة الدولية، لم يتم رصد أي تحرك سياسي رسمي برازيلي ضد المغرب، وكذلك بالنسبة للمغرب تجاه البرازيل.
وبالرغم من التباعد الجغرافي والثقافي واللغوي جراء شبه غياب المتحدثين باللغة البرتغالية في المغرب، مقابل سبعة ملايين متحدث باللغة الإ سبانية، فإن العلاقات بين المغرب والبرازيل هي الأكثر تطورًا مقارنةً ببقية دول الفضاء الأمريكي اللاتيني الناطق بالإسبانية. هذا الأمر يدل على أن اللغة ليست عاملًا للتباعد السياسي بين البلدين وليست حاجزًا أمام التقارب الذي تم تحقيقه. فالبلدان تربطهما علاقات سياسية متجذرة في التاريخ الدبلوماسي لكليهما، وأيضا يمكن رصد توافق سياسي بينهما إذ قاما باختيارات سياسية متشابهة في الماضي والحاضر. وتراهن الدولتان على التعاون الاقتصادي مع الخارج، وفي الظرفية الحالية يتشاركان نفس الاستراتيجية المتوجهة نحو الاستثمار في أفريقيا.
بالنظر إلى الماضي، لا تعد العلاقات الجيدة بين المغرب والبرازيل وليدة الصدفة، إذ أن العديد من العوامل الذاتية والموضوعية ساهمت في الوصول إلى الوضع الحالي. لهذا من اللازم وضع العلاقات بين البلدين في سياقاتها الجيوسياسية والثقافية. إن اهتمام البرازيل بالمغرب يعود لطبيعة البلد المتميزة بالتنوع في كافة المستويات، وهو تنوع مكن البرازيل من الانفتاح على الخارج وأن تكون رائدة العلاقات متعددة الأطراف في أمريكا اللاتينية. الهوية البرازيلية نهلت من روافد مختلفة تصب في النموذج المغربي: هي الطابع الأفريقي للبلد، وحضور جالية عربية، و جالية يهودية من أصل مغربي.
1. لويس إناسيو لولا داسيلفا والمغرب
بعد استقلالها عن الإمبراطورية البرتغالية، ورثت البرازيل مساحة واسعة فأصبحت تلقب بالدولة القارة عكس المستعمرات الإسبانية التي تفتتت إلى عدة دول محيطة بها. فهذا العملاق الأمريكي اللاتيني له حدود مع عشر دول تحيط به وبقي محافظا على وحدته الجيواستراتيجية[2].أصبحت هذه المساحة الشاسعة ووحدة الدولة عاملين أساسيين للإقلاع الاقتصادي للبلد الذي يعتبر حاليا من أهم الدول الصاعدة على المستوى الدولي. الى جانب المؤهلات الطبيعية الهائلة، اعتمد البرازيل عددا من الإصلاحات والإجراءات الاقتصادية ووجه بوصلته نحو الخارج مع تسعينيات القرن الماضي، في حكومة الرئيس فيرناندو هينريكي كاردوسو الذي دفع بإدماج البرازيل في النظام الدولي والبحث عن تموقعها كقوة اقتصادية صاعدة [3].
استمر هذا التوجه وتوطد بعد تقلد ايناسيو لولا داسيلفا مقاليد الحكم خلفا لكاردوسو. بالرغم من اختلاف توجههما الأيديولوجي إلا أن العلاقات مع الخارج استمرت من ثوابت الدولة. وبهذا أصبحت البرازيل مبادرة ورائدة في التعاون مع الخارج وتنويع الشراكات، مشجعة سياسة الاندماجات على المستوى القاري والدولي. فالبرازيل في عهد لولا دا سيلفا كانت المبادرة إلى تقوية التعاون جنوب-جنوب من خلال عدد من المبادرات كخلق قمتي أسبا بين دول أمريكا الجنوبية والعالم العربي والأسا مع أفريقيا. كما اهتم لولا دا سيلفا بشكل خاص بالعالم العربي، فكان أول رئيس للبرازيل يقوم بزيارة للشرق الأوسط، محاولا لعب دور في إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في إطار توجهها نحو التعاون جنوب جنوب، تندرج العلاقات الجيدة التي تبناها لولا داسيلفا تجاه المغرب. هذا الاختيار الاستراتيجي ينبع من سياسة الواقعية التي نهجها الرئيس البرازيلي، الذي عزز تموقع البرازيل كقائد في إطار التعاون جنوب جنوب. وحصة البرازيل في الصادرات المغربية قفزت من 2 في المئة إلى 7 في المئة، خلال الفترة الممتدة بين 2002 و2013[4]. وهي فترة تغطي مدة حكم لولا داسيلفا (2003-2011).
التوجه البرازيلي نحو المغرب عبر عنه بشكل واضح الرئيس البرازيلي، خلال كلمته بمناسبة زيارة الملك محمد السادس للبرازيل سنة 2004، فقد أكد على أن أجندة التعاون بين البرازيل والمغرب تغطي موضوعات محورية من أجل مواجهة التحديات المطروحة أمام دول الجنوب وتعهد بالعمل المشترك مع المغرب أمام المنتديات متعددة الأطراف من أجل أن تكون أكثر تمثيلية للجغرافية السياسية والاقتصادية العالمية الجديدة. وفي هذه الكلمة عبر لولا عن إيمانه بأن التنمية تمر عبر اندماج القدرة التنافسية للمغرب والبرازيل في الاقتصاد العالمي. كما أكد على أن زيارة العاهل المغربي ستعطي دفعة للعلاقات بين العالم العربي والبرازيل متجلية في قمة الأسبا، مبرزا على جمع التاريخ والثقافة بين الطرفين.[5]
من جهته أكد الملك محمد السادس في كلمته بمناسبة هذه الزيارة، على التزام المغرب بإنجاح التعاون مع البرازيل. كما ذكر بعمق العلاقات بين البلدين، حيث أن المغرب كان أول دولة تعترف باستقلال البرازيل في عهد السلطان مولاي سليمان. كما أكد على أن هذه العلاقات تستمد قوتها من التراث الحضاري المشترك، ومن تقاسم البلدين لنفس هذا التوجه في جعل التنمية المستدامة والقوية والتضامن، منطلقا لتقليص الفوارق الاجتماعية وتسوية النزاعات المهددة للسلم والأمن العالمي، وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.[6]
الملاحظ في كلمتي قائدي البلدين وجود تناغم كبير في وجهات النظر بين المغرب والبرازيل اللذين يتقاسمان نفس التوجهات لمحاربة الفقر وتقوية التعاون جنوب جنوب. كما ركز كل طرف على محورية التعاون الاقتصادي بين البلدين. لكن ما ميز الكلمتين هو تلك الإحالات على الرصيد التاريخي والثقافي المتراكم بين المغرب والبرازيل والذي يعتبر أرضية صلبة للحوار. فما يميز لقاءات الفاعلين المغاربة والبرازيليين هو أنها ليست لقاءات للتعارف والبداية من الصفر، بل هي علاقة مبنية على تراكمات تاريخية وخصوصا ثقافية تجعل كل التقاربات بين البلدين سلسة.
2. البرازيل أول تماس للمغرب مع أمريكا اللاتينية
يعتبر البرازيل البلد الأكثر حضورا في فصول التاريخ المشترك بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية. فقد كان أول بلد أمريكي لاتيني تربطه علاقات دبلوماسية مع المغرب. حسب وثائق لوزارة الخارجية البرازيلية، العلاقات بين المغرب والبرازيل بدأت سنة 1861. وكان هذا اكتشافا واجتهادا شخصيا لسفير المملكة المغربية في البرازيل، العربي المساري الذي وجد هذه الوثائق في وزارة الشؤون الخارجية البرازيلية ووضعها رهن إشارة مديرية أرشيف المملكة، هذا الاكتشاف زاد 45 سنة للعلاقات بين المغرب والبرازيل، وفند الاعتقاد السائد بأن العلاقات بدأت سنة 1906.
التفاعل بين المغرب والبرازيل سبق عهد العلاقات الدبلوماسية الرسمية. الإرهاصات الأولى بدأت مباشرة بعد استقلال البرازيل عن الإمبراطورية البرتغالية. من بين الاتصالات الأولى، رسالة بعثها القنصل البرازيلي جورج كولاسو إلى بلاط الملك مولاي عبد الرحمان ابن هشام في السابع عشر من ديسمبر 1825، سنة بعد استقلال البرازيل، والتي ضمنها طلبه بمعاملة البرازيليين في المغرب على قدم المساواة مع البرتغاليين[7].
لعبت الإمبراطورية البرتغالية كذلك دورًا في اللقاءات الأولى بين المغرب والبرازيل، عندما كانت تبسط سيطرتها على البرازيل وبعض المناطق من المغرب. شهدت تلك الفترة حدثا كبيرا خلفه قرار ملك البرتغال، دوم جوزي الأول الذي أمر بإجلاء 2092 شخص من قلعة مازاكاو[8]وهي مدينة الجديدة حاليا نحو المستعمرة البرتغالية في الجانب الآخر من الأطلسي، إثر الحصار الكبير الذي فرضه السلطان سيدي محمد بن عبد الله على القلعة سنة 1769. هذا الترحيل الكبير نقل مدينة بأكملها من الساحل الأطلسي المغربي إلى ضفة نهر موتواكا في الأمازون، قوامها 388 عائلة مازاغانية[9]. نقلت المدينة المهاجرة معها، بالتالي ثقافة سكانها وعاداتهم إلى ما سمي بنوفا مازاكاو أي مازاكاو الجديدة.
آثار هذا اللقاء يمكن رصدها في الوثائق التاريخية والعمران كذلك، وإن كان بشكل صدامي بين العنصر المغربي الإسلامي والبرتغالي المسيحي. من بين تمظهرات هذا التفاعل الثقافي، عيد ساو تياغو الذي يُحتفل به في منطقة نوفا مزغاو في البرازيل من السادس عشر إلى الثاني والعشرين من يوليوز. وأشار له بإسهاب الكاتب الفرنسي لورون فيدال في كتابه مازاكاو المدينة التي عبرت الأطلسي. الكاتب الفرنسي يحكي عن ظروف اكتشافه لهذا العيد الذي يرمز لخسارة المسلمين وتفوق المسيحيين وتُخصص له فعاليات واحتفالات واستعراضات يتعرض فيها جيش المسلمين، رمزيا، للتنكيل من قبل جيش النصارى. هذا العيد ينتمي الآن للذاكرة المشتركة ويرمز للقاء مسلم مغربي ومسيحي برتغالي في أرض البرازيل. كما أن قلعة مزغان في الساحل الأطلسي المغربي تحولت الى تراث للإنسانية من قبل اليونسكو سنة 2004[10].
3. يهود مغاربة في البرازيل
في قلب غابات الأمازون المطيرة، تحديدا في مقبرة القديس يوحنا المعمدان بمدينة ماناوس، يرقد جثمان الحاخام المغربي إيمانويل مويال. قبر مهيب وضعت عليه حصيات الزائرين اليهود[11] الذين زاروا القبر على مدى عقود من الزمن للتبرك ببركات الحاخام والتعبير عن العرفان بتحقيق أمنياتهم. مقام الحاخام المغربي أصبح مقدسا من قبل النصارى كذلك اللذين يزورونه بانتظام. كما يطلقون عليه Santo Judeu Milagreiro de Manaus (قديس ماناوس اليهودي صاحب الكرامات). وقد تحول قبره مع مرور السنوات إلى جزء لا يتجزأ من الثقافة المحلية لمدينة ماناوس؛ ففي سنة 1980 رفض ممثل الجالية اليهودية في المدينة نقل رفاته إلى إسرائيل[12]. تعود قصة هذا الحاخام إلى سنة 1900، حيث سافر من المغرب نحو مدينة ماناوس الواقعة على ضفاف نهر الأمازون من أجل مرافقة وتأطير اليهود المستقرين في المنطقة، وبعد عشر سنوات من مقامه بالمدينة البرازيلية وافته المنية متأثرًا بالحمى الصفراء[13].
إيفاد الحاخام إيمانويل مويال إلى ماناوس يعكس العدد المتكاثر لليهود المغاربة على ضفاف نهر الأمازون بالتوازي مع ازدهار إنتاج المطاط في المنطقة وتحولهم إلى جالية يهودية مغربية مستقرة في المنطقة. بدأت الرحلة خلال القرن التاسع عشر، حيث اختار بعض اليهود المغاربة من أصل سفاردي التوجه نحو منطقة الأمازون بهدف تحسين مستوى عيشهم والاشتغال في التجارة.[14] فاليهود المغاربة بنوا سنة 1824 أول كنيس في مدينة بليم وأطلقو عليه إسم بوابة السماء[15] porta do ceu. وفي 1880 هاجر 95 بالمئة من الأطفال الذين أتموا تعليمهم في المدارس اليهودية المغربية إلى أمريكا اللاتينية، وبعد ذلك بعام كانت أزيد من ألف عائلة مغربية يهودية هاجرت إلى منطقة بارا حيث كانت صناعة المطاط في أوج تطورها.[16]
بفضل تجارة المطاط، اليهود المغاربة تمكنوا من تحسين مكانتهم في النسيج السياسي والثقافي البرازيلي وتمكنوا من الذوبان في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلد، فأغنوا النسيج الاثني البرازيلي وتحول أحفادهم إلى مواطنين برازيليين فاعلين في عدة مجالات، ومنهم مثلا السيناتور دافي ألكلومبري Davi Alcolumbre الذي انتُخب رئيسًا لمجلس الشيوخ سنة 2019. ومن بين الشخصيات البارزة كذلك النائب في الكونكرس البرازيلي منذ سنة 1967 روبيم ميدينا، وإبراهيم راميرو بينيتيس رئيس الجالية المغربية اليهودية و الجينرال في الجيش البرازيلي.[17]
4. المكون العربي
شكل البرازيل مقصدًا للمهاجرين العرب في القرن التاسع عشر وأغلبهم فلسطينيون ولبنانيون وسوريون، لهذا فالعنصر العربي أيضا حاضر ويشكل جزءًا لا يتجزأ من الفسيفساء الديمغرافية لهذا البلد. الموجات الأولى للمهاجرين العرب لم تتمكن من الانخراط في الزراعة واحترفت النشاط التجاري البسيط من خلال التجوال في الأرياف والقرى، يطرقون الأبواب ويبيعون سلعهم[18]. ومع مطلع القرن العشرين بدأ المهاجرون التجار من أصل سوري ولبناني في الاستقرار في محلات تجارية وسط ساو باولو، خاصة شارع 25 مارس النابض بالحياة، وقد تخصصوا في بيع الأقمشة حتى أصبح الحي يلقب بـ “المستعمرة السورية اللبنانية”[19] . وطور أبناء المهاجرين السوريين واللبنانيين قطاع صناعة الأقمشة حتى أصبحوا يسيطرون على ما يزيد عن 50 في المئة من رأس المال المستثمر في صناعة النسيج في ولاية ساوباولو.[20]
خلف توالي هجرات العرب إلى البرازيل وإلى عموم القارة الأمريكية زخمًا ثقافيًا كبيرًا، حيث برز عدد من الأدباء العرب الذين أبدعوا روايات ونصوص شعرية تحن إلى الوطن الأم وتصوره بشكل رومانسي، وهو ما سمي بـ “شعراء المهجر” الذين برزوا في أمريكا الشمالية والجنوبية. فقد ظهرت أسماء مثل الاخوان فوزي ورياض وشفيق معلوف وإلياس فرحات والشاعر رشيد سليم خوري[21].
توجد حاليًا في البرازيل جالية من أصل عربي تعدادها يفوق 11,61 مليون شخص حسب دراسة إحصائية أنجزتها غرفة التجارة العربية البرازيلية سنة 2020، بينهم 6 في المئة من أصل مغربي[22]. المنحدرون من المهاجرين العرب يذوبون في المجتمع من خلال نشاطهم السياسي والاقتصادي والثقافي. هذا العدد يشكل 6 في المئة من سكان البرازيل البالغ 214 مليون. على سبيل المثال، ميشيل تامر الذي حكم بعد استبعاد الرئيسة ديلما روسيف من أصل لبناني، وكارلوس غصن الذي برز اسمه في عالم المال والأعمال وفرناندو حداد، مرشح الرئاسة عن الحزب العمالي سنة 2018 أيضا من أصول عربية.
اعتبارا لهذا العدد المهم من البرازيليين من أصل عربي، لم يكن بمحض الصدفة أن تكون البرازيل هي السباقة لجمع الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في تكتل واحد: قمة الأسبا. والأسبا فضاء للتعاون بين اثنتي عشر دولة تشكل اتحاد أمم أمريكا الجنوبية أو أوناسور واثنتين وعشرين دولة عربية. فكرة خلق هذا التكتل نبعت أثناء جولة إلى عدد من الدول العربية سنة 2003 قام بها الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا. الدورة الأولى من القمة تم تنظيمها في ماي 2005 ببرازيليا، وبعد ذلك عقدت قمم أخرى سنة 2009 في الدوحة و2012 في ليما و2015 في الرياض.[23]
هذا التكتل لم يفلح في تحقيق تطلعات أعضائه بسبب عدد من الاختلافات والخلافات بينهم، لذلك بقيت الكثير من التوصيات النهائية لقمم أسبا حبرا على ورق. لكن في المقابل فلحت البرازيل في نسج شراكات مع العالم العربي أكثر من دول أمريكا الجنوبية الأخرى، الأعضاء في هذا التكتل. فمنذ القمة الأولى، قفزت قيمة التبادل التجاري بين البرازيل والعالم العربي من 10,5 إلى 25,1 مليار دولار[24].
5. التوجه نحو إفريقيا
تتوفر البرازيل على قاعدة ديمغرافية قوامها 214 مليون نسمة، بينهم أكبر عدد من أصول أفريقية خارج القارة الإفريقية[25]. فبحسب الإحصاء العام للبرازيل سنة 2010، يفوق عدد الساكنة من أصل إفريقي 50,7 بالمئة من مجموع سكان البرازيل. وفي الإحصاء العام الذي أنجزه المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء سنة 2014، يعتبر 53 في المئة من البرازيليين أنفسهم سود أو مختلطي العرق. وهذا أمر يعزيه السيكولوجيون إلى تصالح البرازيليين مع رافد مهم من روافد الهوية البرازيلية، ألا وهو الطابع الافريقي أكثر من كونه طفرة ديمغرافية شهدها هذا البلد اللاتيني.[26]
ساكنة مهمة توجه بوصلة الساسة البرازيليين نحو القارة الافريقية. لهذا وزارة الشؤون الخارجية البرازيلية تعتمد مخططا للتعاون يستهدف الدول الافريقية بما فيها المغرب. وقد تعزز هذا التوجه نحو إفريقيا أثناء فترتي حكم لويس إناسيو لولا دا سيلفا السابقتين حيث حملت في عهده البرازيل لواء التعاون جنوب-جنوب في سياستها الخارجية، لذلك كانت إفريقيا شريكا أساسيا بالنسبة للبرازيل، حيث قام لولا بأربع جولات في إفريقيا بين سنتي 2003 و2006[27] من أجل فتح أسواق جديدة ونسج الشراكات مع البلدان الإفريقية. .
كما هو الحال في قمة أسبا، كانت البرازيل الدولة المبادرة لإنشاء قمة الأسا، وهي قمة دول أمريكا الجنوبية وإفريقيا. بدأت المفاوضات بين البرازيل ونيجيريا سنة 2004 من أجل خلق منصة للتقارب بين افريقيا والأوناسور. وفي سنة 2006 عُقدت الدورة الأولى في العاصمة النيجيرية أبوجا. شكلت قمة الأسا تكتلا يعتمد على التعاون المشترك بين منطقتين تشكلان الجنوب بكل معانيه وتجلياته وتعتمد على ربع مخزون الطاقة العالمي وعدد سكان يفوق مليار نسمة وناتج داخلي خام يزيد على 2180 مليار دولار[28]. كما إن الأسا هي جزء من أهداف الألفية للتنمية وهو مشروع يروم تنمية دول العالم الثالث بدعم من الأمم المتحدة. لكن هذا التكتل، كما هو الحال بالنسبة لقمة الأسبا، لم يحقق النتائج المرجوة لأعضائه.
6. البرازيل، الشريك التجاري الرابع للمغرب عالميا
جودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والبرازيل تنعكس على التعاون الاقتصادي الذي تميز بمساره التصاعدي المثير على مدى السنوات الماضية. وحسب آخر المعطيات الاقتصادية المسجلة سنة 2022، بلغ حجم التجارة بين المغرب والبرازيل 3 مليارات دولار، حيث صدر المغرب ما يزيد عن 2.06 مليار دولار للبرازيل في حين استورد منتوجات بقيمة 1.06 مليار دولار[29]. والملاحظ أن هذه الأرقام قد تضاعفت بالمقارنة مع سنة 2017 حيث كانت الصادرات نحو البرازيل لا تتعدى 283.2 مليون دولار و182 مليون دولار سنة 2016. من جانبها، قفزت الواردات بالمقارنة مع سنة 2017 حيث كانت تبلغ 247.8 مليون دولار، في حين لم تكن إلا 161.1 مليون دولار سنة 2016[30] . هذا الاتجاه التصاعدي يمكن رصده كذلك بالعودة إلى بداية الألفية حيث أن التجارة الثنائية بين المغرب والبرازيل تقوت بشكل لافت بين سنتي 2000 و2014 بمعدل نمو سنوي وصل إلى 11 في المئة بالنسبة للصادرات البرازيلية و23.8 في المئة للصادرات المغربية [31] . وبفضل هذا التعاون المتنامي بين البلدين، تحوز البرازيل نصيب الأسد في المبادلات التجارية المغربية في نطاقها الإقليمي، حيث تتكون الواردات المغربية أساسا من السكر والذرة وزيت الصويا بما يناهز تسعين بالمئة من مجموع ما يتم استيراده من البرازيل، أما الصادرات المغربية فيغلب عليها الفوسفاط ومشتقاته[32] .
دخلت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى السوق البرازيلي سنة 2009 بعد افتتاح فرع لها في ساو باولو تحت إسم OCP do Brasil Ltda. وكان هذا الفرع هو صلة الوصل بين البرازيل والمكتب الشريف للفوسفاط، لأن السوق البرازيلي أضحى يستقبل 23 في المئة من صادرات مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط[33]. لذلك كان من الضروري إنشاء هذا الفرع للاستجابة لحاجيات بلد يتوفر على كم كبير من الأراضي الزراعية تحتاج لمخصبات التربة. مع مرور الوقت تقوى حضور مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في البرازيل، ففي سنة 2011 وقعت المجموعة اتفاقية مع Rocha-Terminais portuarios E logística، أحد أكبر الشركات العاملة في لوجستيك الموانئ من أجل تسهيل وصول الفوسفاط ومشتقاته إلى الزبائن. وفي سنة 2013 تعزز تواجد المجموعة بخلقها لنموذج للأعمال من أجل تقريب منتوجاتها للفلاحين البرازيليين وخلق قناة توزيع تحت إسم OCP Fertilizantes ltda. بموجب هذه الشراكة، تساهم المجموعة بخمسين في المئة في المركب الصناعي والمينائي ليارة[34] في منطقة ريو كراندي. وفي السنة نفسها استحوذت على مجموع شركة Bunge الامريكية (من بين أكبر الشركات العالمية المختصة في الصناعات الغذائية)، التي كانت تربطها بها شراكة مكنت المجموعة من الدخول إلى السوق البرازيلي.
الطيران هو الآخر من بين قطاعات التعاون بين البرازيل والمغرب، فالخطان الجويان اللذان يربطان المغرب وأمريكا اللاتينية موجودان في البرازيل؛ الأول بين الدار البيضاء وساوباولو تم إنشاؤه سنة 2013 بثلاث رحلات في الأسبوع، قبل كأس العالم لكرة القدم الذي نظمته البرازيل. والخط الثاني تم إنشاؤه سنة 2016 بين الدار البيضاء وريو ديجانيرو قبل الألعاب الأولمبية 2014، وهي في الحقيقة إعادة فتح، لأن هذا الخط كان مفتوحا بين سنتي 1975 و1992[35]. الخطوط الملكية المغربية لم تقتصر على افتتاح الخطين الجويين مع البرازيل وإنما اقتنت سنة 2014 أربع طائرات من نوع امبرايير 190، من صناعة برازيلية. كما أبرمت اتفاقا مع فريق FC Santos لوضع علامتها على قميص الفريق وفي صفحته على فايسبوك. وبالحديث عن الطيران، فإن السياحة هي الأخرى من بين القطاعات التي تتطور يوما بعد يوم بين البلدين. في 2016 المغرب كان في رأس لائحة الدول العربية في عدد الوصولات للبرازيل برقم تجاوز 4902 مغربي زاروا البرازيل حسب أرقام وزارة السياحة البرازيلية.
زخم التعاون الاقتصادي بين المغرب والبرازيل دفع هذا الأخير الى افتتاح غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية لتشجيع الاستثمارات بين البلدين. ويشكل افتتاحها بالداخلة رمزية كبيرة على جميع الأصعدة. حيث تمثل “رسالة سياسية تكرس من خلالها الغرفة التجارية المغربية البرازيلية، كمؤسسة معترف بها من قبل السلطات البرازيلية الرسمية، مغربية الصحراء”[36]. كما تتماشى مع النهج البراغماتي للبرازيل باستهداف الأسواق الإفريقية من بوابة المغرب.
7. الخاتمة
صنعت عوامل التاريخ والجغرافيا التي اعتملت في أمريكا اللاتينية بلدا عملاقا من الناحية الجغرافية، فالبرازيل لم تخضع للتقسيمات التي مست المستعمرات الأخرى في أمريكا اللاتينية. بحدود برية تجمعها بعشر دول من أمريكا الجنوبية؛ وعدد كبير من المهاجرين الذين تدفقوا على مدى العقود السابقة، عوامل جعلت البرازيل ساحة للتنوع في كل شيء. هذا التنوع خضع لتأثير مغربي، فعندما نمعن النظر في الهوية البرازيلية نجد أثرا لليهود المغاربة، وأثرا للعرب، وأثرا لإفريقيا. وعندما تمعن البرازيل النظر في شراكاتها الخارجية، تجد المغرب بوابة تمكنها من الولوج لأفريقيا وأوروبا والعالم العربي.
لهذه الأسباب لا تقتصر العلاقات المتقدمة بين المغرب والبرازيل على براغماتية سياسية واقتصادية بحتة، إذ أنها تعود إلى أواصر وتكاملات متعلقة بطبيعة البلدين المتنوعة واختياراتهما السابقة التي ربطت جسورا تعبر الأطلسي وتتحدى حواجز اللغة. ووضع الجانبان قواعد هذه العلاقات على مدى عقود. فكانت العلاقات الجيدة هي القاعدة التي تسند التعاون الاقتصادي، لهذا فالبرازيل حاليا تحتل المركز الرابع بين الشركاء التجاريين للمغرب.
لهذه الاعتبارات، مجيئ لويس إيناسيو لولا دا سيلفا للحكم في البرازيل لن يكون إلا إيجابيا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين المغرب و البرازيل. كما سيكون استكمالا لفترتين قضاهما في قيادة دفة البلد ولم يٌسجل فيهما أي تحرك برازيلي ضد مصالح المغرب. وجودة العلاقات بين المغرب والبرازيل لا تقتصر على رأس السلطة بل تهم حساسيات سياسية أخرى، كانت تمظهراتها الأخيرة: اعتماد مجلس الشيوخ البرازيلي ملتمسا[37] موقعا من قبل 28 عضوا بالمجلس لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية[38].
هوامش المقال
[1] جريدة هسبريس. )08(2022/01/. https://www.hespress.com/%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%A8%D9%84%D8%BA-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%82%D9%8A%D8%A7-927219.html
[2] Yves, Lacoste. (Octobre de 2009). Géopolitique la longue histoire d’aujourd’hui. Paris.: Larousse. (p. 149).
[3] Vagni, Juan José. (2008). Argentina-Marruecos de los impulsos a la convergencia político comercial (1989-2007) [tesis doctoral, Universidad de Rosario, Argentina]. (p. 188).
[4] Ismaili Idrissi, Boutaina. (2015). “Moroccan-brazilian bilateral cooperation, achievement and prospects”. Revue Maroco-Espagnole de Droit International et Relations Internationales. N° 2015. (p 66).
file:///Users/macbookpro/Desktop/Dialnet-MoroccanBrazilianBilateralCooperation-5289799.pdf
[5]موقع رئاسة الحكومة البرازيلية. )2004(خطاب الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا داسيلفا بمناسبة زيارة جلالة الملك محمد السادس للبرازيل.
http://www.biblioteca.presidencia.gov.br/presidencia/ex-presidentes/luiz-inacio-lula-da-silva/discursos/1o-mandato/2004/26-11-2004-discurso-do-presidente-da-republica-luiz-inacio-lula-da-silva-por-ocasiao-do-almoco-oferecido-a-sua-majestade-mohammed-vi-rei-do-marrocos
[6] البوابة الرسمية للمملكة المغربية. )2004(. خطاب جلالة الملك محمد السادس في برازيليا بمناسبة زيارتها. https://www.maroc.ma/fr/discours-royaux/allocution-prononc%C3%A9e-par-sm-le-roi-mohammed-vi-%C3%A0-loccasion-de-sa-visite-au-br%C3%A9sil
[7] المساري، محمد العربي. (فبراير 2008). المغرب/ البرازيل عبر البرتغال وإسبانيا. المغرب والتحولات الدولية. أعمال ندوة بجامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء. كلية الآداب والعلوم الانسانية سلسلة بحوث ومناظرات. ص. 19.
[8] لوران فيدال، من هذا الجانب وذاك للمحيط الأطلسي. مازاغان: التاريخ المشترك ومذاكراته. منشورات معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية بشراكة مع مؤسسة الكساندر دي غوسماو. الترجمة للعربية: قاتحة بلباه، رشيدة لعلج، محمد سعدان، رجاء داكر،عثمان المنصوري وعبد المغيث صبيح. بتعاون مع سفارة البرازيل في المملكة المغربية. صفحة 27.
[9] المصدر نفسه. صفحة 33
[10] المصدر نفسه. صفحة 23
[11] طقس يهودي قديم دأب اليهود على القيام به تكريما لذكرى موتاهم عند زيارة المقابر.
[12] L, Jeffrey, W, Shari. (2018). AS RELAÇÕES ENTRE O MARROCOS E O BRASIL, Publicação do Instituto de Estudos Hispano Lusófonos Junto e Fundação Alexandre de Gusmão. (p 55)
[13] Chritians in Manaus pray to the jewish Saint. (21/06/2014). Associeted Press. http://www.espn.com/espn/wire?section=soccer&id=11116078.
[14] ا أصراف، روبير. (2008). يهود المغرب عبر العالم الهجرة والهوية المستعادة. (ترجمة محمد الحاتمي). باريز: سوكير.ص.303.
[15]Azulay, Rubem David. (23/08/2019). História dos Judeus do Estado do Pará. Portal Amazónia Judaica.
https://www.amazoniajudaica.com.br/2019/08/23/historia-dos-judeus-do-estado-do-para/
[16] L, Jeffrey, W, Shari. (2018). AS RELAÇÕES ENTRE O MARROCOS E O BRASIL, Publicação do Instituto de Estudos Hispano Lusófonos Junto e Fundação Alexandre de Gusmão. (p 51)
[17] وكالة المغرب العربي للأنباء. (2014/06/11). اليهود المغاربة بالبرازيل.. إسهام كبير في تميز العلاقات بين المغرب والبرازيل. http://www.mapexpress.ma/ar/actualite/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D9%87%D8%A7%D9%85-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/
[18] أرليني كليميشا. (2010/06/20) عرب البرازيل.. التاريخ والدور الاجتماعي والاقتصادي. مركز الجزيرة للدراسات
https://studies.aljazeera.net/ar/files/2010/20117222636218727.html#0
[19] المصدر نفسه
[20] المصدر نفسه
[21]نزار الفراوي. .(2014/07/05) هسبريس. من أدب المهجر إلى عوالم كويلو .. الرحلة البرازيلية للثقافة العربية.https://www.hespress.com/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%83%D9%88%D9%8A%D9%84%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7-177816.html
[22] Camara de comercio arabe brasileira(27/07/2020).
https://anba.com.br/comunidade-arabe-e-6-da-populacao-brasileira-diz-pesquisa/
[23] Vagni, Juan José. (2009). “La Cumbre América de Sur-Países Árabes (ASPA): Balances de un acercamiento estratégico”. Revista de Estudios Internacionales Mediterráneos. N° junio-diciembre. https://sites.google.com/site/teimrevista/numeros/numero-8-junio-diciembre-de-2009/la-cumbre-america-del-sur-paises-arabes-aspa-balances-de-un-acercamiento-estrategico.
[24]المصدر داته.
[25] Los mestizos se reconocen cada vez mas como negros en Brasil. (24/11/2021). Swissinfo.ch.
https://www.swissinfo.ch/spa/afp/los-mestizos-se-reconocen-cada-vez-m%C3%A1s-como-negros-en-brasil/47135866
[26] Rossi, Marina. Mas brasileños se identifican como negros y mulatos, El pais (17/11/2015). https://elpais.com/internacional/2015/11/16/actualidad/1447709861_549398.html
[27] Cristina Andrea Gutiérrez Sanhueza.« POLÍTICA EXTERIOR DE BRASIL HACIA ÁFRICA SUBSAHARIANA La Utilización de Estrategias Económicas durante el Gobierno de Lula da Silva (2003-2010) »https://www.uchile.cl/documentos/politica-exterior-de-brasil-hacia-africa-subsahariana-pdf-482-kb_129827_0_3907.
[28] البوابة الرسمية للمملكة المغربية. (2013/03/27). الخطاب الملكي إلى قمة إفريقيا-أمريكا الجنوبية المنعقدة بأبوجا. https://www.maroc.ma/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%AC%D8%A7/%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9
[29]موقع. (20/01/2023). 360 Le حجم التجارة بين المغرب والبرازيل يسجل رقما قياسيا سنة 2022
https://ar.le360.ma/economie/200812/
[30] بشرى الرحموني حيدة. )2018. (المغرب- البرازيل: علاقات عريقة في العلاقات بين المغرب والبرازيل. منشورات معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية بشراكة مع مؤسسة الكساندر دي غوسماو. ) الترجمة للعربية: قاتحة بلباه، رشيدة لعلج، محمد سعدان، رجاء داكر،عثمان المنصوري وعبد المغيث صبيح( . بتعاون مع سفارة البرازيل في المملكة المغربية. صفحة 56.
[31] Polónia, S. Motta Veiga, R. P. Guimarães, E. A. (February 2017). “Morocco- Brazil economic relations: Current situation and strategies for a deeper relationship”. OCP Policy Center. (p 41).
[32] بشرى الرحموني حيدة، المغرب- البرازيل: علاقات عريقة في العلاقات بين المغرب والبرزيل منشورات معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية بشراكة مع مؤسسة الكساندر دي غوسماو ) الترجمة للعربية: قاتحة بلباه، رشيدة لعلج، محمد سعدان، رجاء داكر،عثمان المنصوري وعبد المغيث صبيح( . بتعاون مع سفارة البرازيل في المملكة المغربية. صفحة 56.
[33] L’OCP s’implante au Brésil. (27/11/2009). L’economiste. N°:3158. http://www.leconomiste.com/article/l-ocp-s-implante-au-bresil.
[34] L’OCP a l’assaut du Brésil. (15/12/2011). L’économiste. N°:3678. http://www.leconomiste.com/article/889592-l-ocp-l-assaut-du-bresil.
[35] La RAM inaugure sa nouvelle liaison Casablanca-Rio. (05 de mayo de 2016). Le Matin.http://lematin.ma/journal/2016/la-ram-inaugure-sa-nouvelle-liaison-casablanca-rio/246760.html.
[36] ماب نيوز. ) 30- 03-2022 (. غرفة التجارة المغربية البرازيلية بالداخلة تعزز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء (رئيس( .
[37]– Da Agência Senado: Aprovada moção de apoio a Marrocos.
[38]– وكالة المغرب العربي للأنباء: مجلس الشيوخ البرازيلي يعتمد ملتمسا لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، 07 يونيو 2023.
المختار نيابي
نيابي المختار، صحافي في القناة الأولى المغربية. حاصل على درجة الدكتوراه، مركز دراسات الانسان والمجال في العالم المتوسطي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حول "أمريكا اللاتينية في السياق المغربي: بين البرغماتية السياسية والتصور الشائع" جامعة محمد الخامس الرباط.