#فيروس_كورونا_المستجدالأبحاثفيروس كورونا المستجد: الآثار الاقتصادية المحتملة

تأثير وباء كوفيد 19 على النشاط الاقتصادي ليس فقط آني ومباشر ولكن أيضا سيكون له تبعات طويلة الأمد، بسبب تعطل النشاط الاقتصادي لأبرز الشركاء الاقتصاديين للمغرب
عثمان أمكور عثمان أمكور07/11/202449536 min

[vc_row][vc_column][vc_column_text]

تأثير وباء كوفيد 19 على النشاط الاقتصادي ليس فقط آني ومباشر ولكن أيضا سيكون له تبعات طويلة الأمد، بسبب تعطل النشاط الاقتصادي لأبرز الشركاء الاقتصاديين للمغرب.

 

 

رفعت منظمة الصحة العالمية يوم 12 مارس 2020، تقييمها للمخاطر العالمية من فيروس كورونا الجديد إلى مستوى”عالي جداً” وهو المستوى الأقصى. لقد انفلت الفيروس من الاحتواء في أربعة بلدان على الأقل. ولكن ما دام الانتشار داخلياً، ستستمر الحالات الجديدة في الظهور في البلدان حتى لو كانت لديها ممارسات احتواء فعالة.[1] وهو ما له آثار آنية على جوانب عديدة. فانتشار الفيروس التاجي كوفيد-19 أدى إلى خلق حالة من الفوضى الاقتصادية. حيث وصل النشاط الاقتصاد الصيني إلى مستويات متدنية، كما شهدت السياحة في العالم انخفاضاً حاداً.

عرف المغرب إلى حدود يوم 24 مارس 2020  حالة 170 مصابة بمرض كوفيد-19[2]، إلا أن التأثيرات المحتملة لهذا الفيروس على الاقتصاد قد تكون مرتفعة . وهو ما سيلمس كل قطاعاته المهمة والمحورية كالسياحة والصناعة والتجارة والقطاع المالي ، وهو ما ستحاول هذه الورقة تقديم بعض الإجابات لاكتشافه .

 

قطاع السياحة

يُعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الداعمة لاقتصاد المغرب وهو أحد المنافذ التي يشتغل على تطويرها والاستثمار الدائم فيها. فهو قطاع يعطي نفساً قوياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتباره مصدراً مهماً لجلب العملة الصعبة ومصدراً كبيراً لخلق فرص الشغل، ولهذا أولى المغرب للنشاط السياحي خلال العقدين الأخيرين مكانة هامة في سياساته التنموية.

ولكن بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا ، لجأ المغرب لأحد التدابير الوقائية الأكثر كلفة بإغلاقه حدوده البرية والجوية على جميع المسافرين وذلك بإصداره يوم الأحد 15 مارس 2020 بياناً من وزارة الشؤون الخارجية يفيد بتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية لنقل المسافرين من وإلى تراب المغرب، إلى موعد غير محدد [3].

سيؤثر هذا القرار على عمل هذا القطاع ، خاصة أنه مرفوق بحظر شمل أهم الدول التي تعرف توافد سياح منها؛ مثل فرنسا[4]وإيطاليا[5] ، وإسبانيا [6] والولايات المتحد الأمريكية [7]، مما سيؤثر بالسلب على قطاع السياحة، فقطاع السياحة لشهر مارس من سنة 2019 وهو نفس توقيت توقيف الرحلات الجوية والبحرية من وإلى المغرب سنة 2020 عرف دخول 294 811 سائح من فرنسا بنسبة 32%، و 140 586 سائح من إسبانيا بنسبة 15% و 59 400 سائح من ألمانيا بنسبة 7% و52 559 سائح من المملكة المتحدة بنسبة 6% و 52 504 سائح من ايطاليا بنسبة 6%، أما مجموع سياح شهر مارس لسنة 2019 فقد كان 911 248 سائح [8] وهو ما يعد 10% من نسبة السياح الذين يزورون المغرب، كما من المتوقع أن يمتد هذا الحظر لأكثر من شهر وهو ما يستوجب استحضار أرقام الشهور الأخرى فشهر ماي لسنة 2019 مثلا شهد قدوم 231 795 سائح من فرنسا أي بنسبة 32% و 116 596 سائح من اسبانيا بنسبة 16% و 42 113 سائح من ألمانيا بنسبة 6% و 44 231 سائح من ايطاليا بنفس النسبة بمجموع 724 126 سائح [9] .

تنذر هذه الإجراءات بتراجع كبير سيعرفه القطاع في هذه السنة بسبب انتشار وباء كورونا وسيؤثر حتما على الناتج الإجمالي المحلي وخلق مناصب الشغل، فقطاع السياحة ثاني مساهم في الناتج المحلي الإجمالي وخلق مناصب الشغل حيث تساهم السياحة بحوالي 11 % من الناتج المحلي الإجمالي. كما يعتبر القطاع مصدرا مهماً لتوفير فرص الشغل لما يقرب من 532 ألف مواطن بشكل مباشر حسب أرقام سنة 2017، أي ما يمثل حوالي 5 % من إجمالي نسبة الشغل في المغرب [10].

كما ما سيؤثر تعطل القطاع كذلك على مداخيل المغرب من العملة الصعبة وذلك إلى جانب تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، حيث قُدرت العائدات المحصلة من طرف السياح غير المقيمين الذين أقاموا بالمغرب سنة 2017 بحوالي 71.9 مليار مليار درهم. وتمثل هذه العائدات حوالي 19% من موارد العملة الصعبة[11] بالنسبة للإقتصاد المغربي.

وسيتأثر النقل الجوي بدوره بفعل هذا التراجع الذي سيعرفه قطاع السياحة، فبفعل إعلان المغرب إغلاق حدوده البرية والجوية على جميع المسافرين، اضطرت الخطوط الملكية المغربية إلى تعليق رحلاتها الأجنبية والمحلية أيضاً، هذه الشركة  التي يبلغ  حجم التداول داخلها بما يقدر بـ 16.7 مليار. درهم في 2018 بإجمالي 7.5 مليون مسافر [12] ستسجل خسائر كبيرة بفعل تعليق رحلاتها الجوية.

 

قطاع الصناعة والتجارة

بالإضافة إلى قطاع السياحة، سيتأثر قطاع الصناعة أيضاً في ظل تفشي انتشار وباء كورونا؛ حيث يهدد الفيروس بتقليص 35 في المائة من أرباح نيسان السنوية، مما يعرض تحالفها مع رونو لضغوط مالية شديدة. إن التباطؤ في الصين قد يجبر ثالث أكبر مجموعة للسيارات على توسيع تقليص الوظائف وإغلاق المزيد من المصانع وبيع الأصول في محاولة لإعادة تشغيل شراكة عمرها 21 عاماً[13].

أحد أكبر التهديدات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا بين مجموعات السيارات العالمية يأتي من اعتمادها الشديد على مئات المكونات المصنوعة في الصين. مع انهيار المبيعات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، ساهمت الصين بما يصل إلى 70 في المائة من الأرباح التشغيلية للمجموعة.[14]

كما أن المجموعة بفضل تفشي الفيروس والإعلان عن حالة حظر صحي في فرنسا واسبانيا وإيطاليا، فهي تشهد تعليق الأنشطة الصناعية في 12 موقعا التي تعرف 18 ألف موظف في فرنسا. وإسبانيا، حيث أغلقت أربعة مصانع “لحماية العمال” في بلد الوليد، وفالنسيا وإشبيلية[15]،  وهو ما امتد إلى المغرب وذلك بإغلاق مصانع رونو  بالمغرب أيضاً بعد تطبيق الحظر الصحي الشامل ، بكل من طنجة والدار البيضاء ابتداءً من الخميس 19 مارس . إن هذا الإجراء  يهم حوالي 11 ألف مستخدم موزعين على مصنعيها، ويأتي بعد  بداية  انتشار  وباء كورونا بالمغرب [16].

تجدر الإشارة إلى أن تحالف روينو / نيسان هو أكبر مستثمر داخل المغرب في ما يتعلق بصناعة السيارات، كما ينتظر من المشروع الجديد لشركة رونو الذي تبلغ قيمته الاستثمارية 10 ملايير درهم والذي تشترك فيه كل من رونو وموردوها الآخرون بإحداث 50.000 منصب شغل قار ذي مهارات عالية، أي ما يمثل ثلاثة أضعاف عدد المستخدمين حاليا من طرف المجموعة.[17]

ولكن من المتوقع أن يتأثر قطاع صناعة السيارات لفترة مهمة. ففي ظل كل من الأزمة الداخلية بين رونو ونيسان وكذا الآثار السلبية التي يخلفها فيروس كورنا على المجموعة الاقتصادية، فإنه في أحسن الحالات قد يتأخر تنزيل هذا المشروع أو يقلصه وذلك توافقاً مع طبيعة الأزمة الداخلية وسياق تفاعلها مع الفيروس الذي جعل المجموعة تهدف إلى توسيع تقليص الوظائف وإغلاق المزيد من المصانع وبيع الأصول وهو ما قد يمتد للمغرب كذلك.

كما سيتأثر كل من قطاع الصناعة والتجارة بسبب تراجع صادرات الصين في الشهرين الأولين من العام الحالي، حيث أدى تفشي فيروس كورونا إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وتراجع النشاط التجاري ومنع النقل لثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ تقلصت صادرات الصين الإجمالية بنسبة 17.2 في المائة خلال شهري يناير وفبراير 2020 .[18]

كما انخفضت الواردات بنسبة 4 في المائة، وهو ما أظهرته أرقام رسمية تظهر أن الصين سجلت عجزًا تجاريًا بلغ 7.1 مليار دولار في أول شهرين من عام 2020. [19] ، ورغم تجاوز الصين مرحلة ذروة انتشار الفيروس فإن  بيانات قطاع  الصناعي  تظهر انتعاشًا بطيئًا حيث لا يزال نشاط معظمها  أقل بكثير من مستوياتها المعتادة.[20]

أدى فرض الصين لإجراءات الحجر الصحي الصارمة وقيود السفر على مساحات شاسعة من البلاد إلى تراجع أرقام تجارتها الخارجية بعد انخفاض نشاط المصانع إلى مستوى قياسي خلال شهر فبراير 2020، مما يشير إلى تقلص هائل في نشاط قطاع الصناعة والخدمات. فرغم عودة أكثر من 80 في المائة من أصل 552 2 شركة تجارية أجنبية في الصين إلى العمل، وفقاً لإدارة الجمارك الصينية، فإن أقل من ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة ، التي توظف حوالي 80 في المائة من القوى العاملة في الصين ، تعمل بشكل طبيعي ، حسبما ذكرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الأسبوع الماضي. [21] ، إلا أنها كانت تعمل بنسبة 20٪ من الطاقة الإنتاجية الفعلية [22].

سيخلف هذا الوضع آثارا على المغرب باعتبار أن المغرب يعتمد على الصين في تبادلاته التجارية من أجل توفير المواد الأولية لقطاع مهم في الصناعة، كذلك من أجل توفير السلع لقطاع التجارة والخدمات، حيث يُعد الشريك التجاري الثالث للمغرب بإجمالي حجم تجارة يبلغ 39.5 مليار درهم في عام 2016 ، وهو ما عرف زيادة بنسبة 18.2٪ منذ عام 2001 ؛ بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني في المغرب 362.5 مليون درهم في 2016 وبلغ 582.4 مليون درهم في الأشهر الستة الأولى من 2017 ، أي ضعف الحجم المحقق في 2016.[23]

فالصادرات الصينية إلى المغرب تركز أساساً على منتوجات النسيج والأجهزة الصناعية والشاي، فيما يمثل الفوسفاط والمنتوجات البحرية أهم المنتوجات المغربية المصدرة إلى الصين، وأي عطل في خطوط التوريد قد يسبب خللاً في المواد التي يتم مبادلتها تجارياً وهو ما قد يؤثر على الأسعار التي قد تشهد ارتفعاً ملحوظاً اذا ما ظل تفشي الفايروس مستمرا، رغم تأكيدات السلطات المغربية على ضمان تدفق امدادات المواد الأساسية، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان الذي يعرف مستويات استهلاك مرتفعة مقارنة مع باقي شهور السنة.

كما ستتضرر الشركات المغربية سواء بفعل تقليص تعاملاتها بفعل الحظر الصحي المحلي، وكذلك بفعل التعامل الكبير مع دول تعرف كذلك حظراً صحياً خاصة شريك المغرب الاستراتيجي الاتحاد الأوروبي وبالتحديد فرنسا، فحسب إحصائيات مديرية الدراسات والتوقعات التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية والإصلاح الإداري فإن فرنسا ظلت ما بين 2012 و 2018 أول مستثمر في المغرب بحصة %28. كما أصبحت ما بين 2018 و2019 ثاني مستثمر في المغرب، وفي عام 2018 بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من فرنسا8.1  مليار درهم بزيادة قدرها 4.9 [24] ، وهو ما سيجعل الشركات المغربية ستتضرر بالضرورة من تضرر الشركات الفرنسية الحاصل الآن بالفعل بسبب تفشي فيروس كورونا، وهو ما دفع إيمانويل ماكرون أن يعلن أنه وضع 300 مليار يورو لضمان جميع القروض التي ستطلب الشركات الحصول عليها من البنوك. خاصة للذين اضطروا إلى إيقاف نشاطهم أو أولئك الذين فقدوا 70٪ على الأقل من حجم مبيعاتهم [25].

 

القطاع البنكي

علاوة على ذلك، سيعاني القطاع البنكي من انتشار فيروس كورونا. وذلك بسبب عاملين رئيسيين الأول خارجي متمثل في تضرر شركاء المغرب في القطاع البنكي وأبرزهم فرنسا؛ حيث عانت البنوك الأوروبية من انخفاض حاد في سوق الأسهم. ومن بينها المجموعات الفرنسية الكبيرة التي كانت من الضحايا  هذا الانخفاض الرئيسيين. حيث انخفض سهم SOCIETE GENERALE بنسبة 6٪، و BNP Paribas و Natixis بنسبة 5.5٪، و Crédit Agricole بنسبة تزيد قليلاً عن 4٪ يوم الجمعة 06/03/2020. [26] ، كما أن حصيلة  أسهم BNP PARIBAS لمجمل  شهر 03/2020   تقدر بـ 38.48- % [27] ، و SOCIETE GENERALE بما يقدر 39.55- %[28] .

ومنذ ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا، فقد مؤشر Euro STOXX Banks ، الذي يضم الأسهم المصرفية الرئيسية في منطقة اليورو، حوالي 25٪. ووصل إلى أدنى مستوى له منذ أزمة الديون السيادية في عام 2012. خلال هذه الفترة، هبط سهم Societe Generale بنسبة 31 ٪، وهو ما يعادل المكاسب التي تحققت لمدة عام تقريبًا، كما انخفضت قيمة سهم BNP Paribas بما يقارب 27% .[29] وهو ما دفع أوروبياً إلى  تدخل البنك المركزي الأوروبي  ببرنامج طارئ بقيمة 750 مليار يورو لإرضاء أسواق السندات الأوروبية [30] ، وفرنسيا  تم عقد خطة انقاذ بقيمة 300 مليار يورو  لضمان جميع القروض الجديدة التي ستطلبها  البنوك   لتوفيرها  لشركات[31].

وهو ما دفع مجلس بنك المغرب للاجتماع يوم 17/03/2020 لدارسة التطورات الأخيرة التي ميزت الظرفية الاقتصادية وكذا التوقعات الماكرو اقتصادية التي تزامنت مع كوفيد-19 على الصعيد العالمي. فالمجلس أشار إلى أن التطور السريع الذي يشهده هذا الوباء يستدعي التحديث المستمر لتقييم الوضعية وللتوقعات الاقتصادية المستقبلية[32]. كما ما دفع هذا بنك المغرب لأخذ تدابير بعد هذه التقييمات ولتفادي ارتفاع التضخم على المدى المتوسط، ولأجل دعم الاقتصاد المغربي، قرر مجلس إدارة بنك المغرب تخفيض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس إلى 2 في المائة مع مواصلة متابعة جميع التطورات التي تحدث[33].

قد يساهم هذا الوضع بتقليص المشروعات الاستثمارية، وتزايد الديون المعدومة. ويزيد من تكلفة المخاطر على البنوك، وبالتالي يؤثر على نتائجها المستقبلية. وخاصة أنه مرفوق بهبوط سوق الأسهم الذي له أيضًا تأثير على أنشطة السوق، وهذا ليس فقط داخل أوروبا وفرنسا ولكن سيصل أثره للدول التي تستثمر فيها هذه البنوك، وتأتي في مقدمة هذه الدول المغرب الذي يعد شريكاً استراتيجيا لها، وسوقاً حيوياً للاستثمار، كما أن هذه الرجة القوية الحاصلة للبنوك الأوروبية بصفة عامة والفرنسية بصفة خاصة ستؤثر على طبيعة أداها في المغرب، خاصة وأن القطاع البنكي أمسى شريكاً استراتيجيا للمغرب في مشاريع تنموية كبيرة أحدها البرنامج المندمج “انطلاقة” لدعم وتمويل المقاولات الذي نجد فيه أن القطاع البنكي هو الشريك الاستراتيجي للدولة في انجاح هذا البرنامج، فتضرر القطاع البنكي قد يعرض هذا البرنامج الطموح إلى التقلص أو التباطؤ[34] .

 

قطاع الطاقة

قد يمثل قطاع الطاقة هو القطاع الوحيد الذي قد يستفيد منه المغرب بسبب تفشي فيروس كورونا. فبحكم أن المغرب لا يعد منتجاً للبترول بل يدرج ضمن الدول المستهلكة له، فإن انخفاض سعر البرميل يصب في مصلحته حيث يحد من انفاقه بالدولار، وهو ما يؤثر ايجاباً على قيمة العملة المحلية بفعل رفع هامش تحريرها إلى 5% يوم 9 مارس 2020 .

سجلت أسعار النفط الخام أسوأ يوم لها منذ الأزمة المالية  .ففي 6 مارس 2020 سجل المؤشر العالمي خام برنت أكبر انخفاض في نسبته ليوم واحد منذ ديسمبر 2008، حيث انخفض بنسبة 9.4 في المائة ليصل إلى 45.27 دولار. هبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 10.1 في المائة إلى 41.28 دولار للبرميل، وهو أكبر انخفاض ليوم واحد منذ نوفمبر 2014[35].

يومين بعد ذلك، انخفض النفط بحدة إلى أدنى مستوياته منذ عدة سنوات عندما افتتح تداول العقود الآجلة مساء 8 مارس 2020 في نيويورك، مع انخفاض العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 31 في المائة إلى 28.56 دولار للبرميل. انخفض خام برنت، وهو مقياس الأسعار العالمي ، بنسبة 29 ٪ ليصل إلى 32.28 دولار للبرميل في أعقاب انخفاض كبير يومين قبل ذلك، والذي كان أسوأ يوم له منذ الأزمة المالية قبل أكثر من عقد.[36]

 

هل من خيارات لتخفيف المخاطر؟

بالرغم من أن المغرب سجل إلى حدود يوم 24 مارس 2020 حوالي 170 حالة إصابة بمرض كوفيد-19 ، إلا أن من شأن تفشي هذا الوباء أن في المغرب أن يؤثر بشكل مباشر على قطاعاته الحيوية لا سيما السياحة والصناعة والتجارة والنقل وقطاع الأبناك. كما سيتأثر الاقتصاد المغربي بشكل غير مباشر، باعتبار تأثر أهم شركاء المغرب الاستراتيجيين الذين تضرروا بأضرار كبيرة؛ حيث بدأت الأرقام تنذر من الآن بتقلص إجمالي الناتج المحلي سواء في الصين أو أوروبا، وهو ما سيؤثر سلباً لو استمر الوضع على حاله أو تفاقم على إجمالي الناتج المحلي المغربي وهو بدوره ما قد يؤثر على المشاريع الكبرى والأوراش المهمة التي دشنها المغرب؛ حيث قد يتسبب بتبطيء وتيرتها، كما يمكن أن يعرقل انجاز بعض المشاريع التي تعتمد على القطاع البنكي كشريك مهم لتنفيذها مثل البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات الذي يعد القطاع البنكي شريكا محورياً في انجاحه .

يحاول المغرب تخفيف حدة هذا التأثير من خلال توفير موارد مالية لتجنب آثار انتشار هذا الفيروس على الاقتصاد المغربي. فقد أعلن الملك عن إحداث حساب “الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا كوفيد – 19″، الذي يضم – المبالغ المدفوعة من الميزانية العامة – مساهمات الجماعات الترابية – مساهمات المؤسسات والمقاولات العمومية – مساهمات القطاع الخاص، والذي يهدف أساساً إلى تأهيل المنظومة الصحية و النفقات المتعلقة بدعم الاقتصاد الوطني من أجل مواجهة آثار انتشار فيروس كورونا، النفقات المتعلقة بالحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الجماعية لانتشار فيروس كورونا [37] وهو ما بلغ إلى حدود 24 مارس 2020 ، حوالي 23,5 مليار درهم [38].

وأظهر التجاوب مع إحداث هذا الصندوق من طرف النخب السياسية والاقتصادية المغربية مدى التلاحم الوطني وراء القيادة السياسية من أجل تجاوز آثار وباء كورونا من خلال حجم المساهمات المالية، إلا أنه من الصعب أن يعالج هذا الصندوق وحده الآثار التي سيخلفها اتشار هذا الوباء، لأن الآثار ستكون كبيرة على قطاعات اقتصادية كثيرة.

يتوقع بنك المغرب تراجع وتيرة الأنشطة غير الفلاحية إلى 2,9 في المائة، وفي سنة 2021 يتوقع أن ينتعش النمو إلى 3,8 في المائة مع ارتفاع القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 8,1 في المائة أخذاً بعين الاعتبار فرضية تحقيق محصول حبوب قدره 75 مليون قنطار. ولكن بنك المغرب نفسه يدرك أن التوقعات سالفة الذكر محاطة بقدر كبير من الشكوك وقابلة للتخفيض، إذا لم يتم احتواء تفشي داء “كوفيد 19” على المستوى الوطني الدولي في أقرب الآجال[39] .

ومن هنا، فانه في حالة لم يتم كبح تمدد فيروس كورونا، فإن بوادر أزمة اقتصادية عالمية جديدة تقترب وسترخي بظلالها على النظام العالمي الاقتصادي الهش، وهو ما سيطال المغرب بسبب انخراطه في منظومة التجارة الدولية وقد يكون الوقع مضاعفاً على المغرب إذ ستتصادف الأزمة بسنة فلاحية تتميز بالجفاف وهو ما قد يعمق من آثار الأزمة.

 

الهوامش

[1] Debora MacKenzie  , How well prepared are we? , New Scientist, 7 March 2020 , Vol 245 ,No 3272 ,p:6

[2]  انظر وكالة المغرب العربي :https://www.mapnews.ma/ar/actualites/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A727-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-170-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D9%83%D8%AF%D8%A9

[3]  انظر بيان وزارة الخارجية  الصادر يوم الأحد 15/03/2020  ، الرابط : https://www.diplomatie.ma/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A2%D8%AE%D8%B1

[4] Bruno Trévidic , Les compagnies européennes quasiment à l’arrêt , Les Echos ,Mardi 17 mars 2020 ,p :16

[5] ERIC SYLVERS ,GIOVANNI LEGORANO , As Virus Spreads, Italy Locks Down Country , THE WALL STREET JOURNAL , TUESDAY, MARCH 10, 2020 , NO. 57 ,pp:A1,A9

[6] sandrine morel, L’Espagne en état d’alerte après avoir tardé à faire face , Le Monde , DIMANCHE 15  LUNDI 16 MARS 2020, NO 23384,p :4

[7]  Andrew Restuccia , Alex Leary , Kate Davidson , Trump Curtails Travel From Europe , THE WALL STREET JOURNAL , THURSDAY, MARCH 12, 2020 , NO. 59 ,pp:A1,A7

[8]  انظر إحصاءات حول السياحة في المغرب مارس 2019  ، وزارة السياحة المغربية ، ص:5 ، https://www.tourisme.gov.ma/sites/default/files/tbnat_03-19_arabe_2.pdf

[9]  انظر إحصاءات حول السياحة في المغرب مارس 2019  ، وزارة السياحة المغربية ، ص:5 ، https://www.tourisme.gov.ma/sites/default/files/tbnat_05-19_arabe_1.pdf

[10]  أنظر ، أرقام وزارة السياحة والصناعة التقليدية ، الرابط : https://www.tourisme.gov.ma/ar/node/166

[11]  نفس المصدر .

[12] Wadie El Mouden , ROYAL AIR MAROC: MALGRÉ LA GRÈVE DES PILOTES, LE CHIFFRE D’AFFAIRES AUGMENTE DE 16% EN 2018 ,  23/05/2019 , https://fr.le360.ma/economie/royal-air-maroc-malgre-la-greve-des-pilotes-le-chiffre-daffaires-augmente-de-16-en-2018-190822

[13] KANA INAGAKI ,DAVID KEOHANE , FINANCIAL TIMES Europe , Monday 9 March 2020 , p:8

[14] Ibid.

[15] Julien Dupont-Calbo , Renault, PSA et Michelin coupent le contact , Les Echos , Mardi 17 mars 2020 , NO :23160,p :17

[16]  أنظر :  https://leseco.ma/coronavirus-renault-maroc-arrete-la-production-dans-ses-usines/

[17]  تصريح وزارة الصناعة والتجارة المغربية ، مشروع رونو الجديد في المغرب: 10 ملايير درهم كاستثمار إجمالي، 50.000 منصب شغل وظيفة، ،زمن لتصفح : 09-03-2020 الرابط : http://www.mcinet.gov.ma/ar/content/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-10-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D8%B1%D9%87%D9%85-%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%8C-50000-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A8-%D8%B4%D8%BA%D9%84-%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9http://www.mcinet.gov.ma/ar/content/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-10-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D8%B1%D9%87%D9%85-%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%8C-50000-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A8-%D8%B4%D8%BA%D9%84-%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9

[18] Sue-Lin Wong , Chinese exports tumble 17% as outbreak takes its toll , FINANCIAL TIMES Europe , MONDAY 9 MARCH 2020 ,p2:

[19] Ibid

[20] HUDSON LOCKETT ,HONG KONG RYAN MCMORROW, China struggles to resume life as normal , financial times Europe , 21 March/22 March 2020 ,p:3

[21] Sue-Lin Wong , Chinese exports tumble 17% as outbreak takes its toll , FINANCIAL TIMES Europe , MONDAY 9 MARCH 2020 ,p2:

[22] TREFOR MOSS , China’s Idled Factories Face Reopening Delay , THE WALL STREET JOURNAL , THURSDAY, MARCH 12, 2020 ,NO. 59 ,P:B10.

[23] See , 6TH MOROCCO-CHINA TRADE, ECONOMIC AND TECHNICAL COOPERATION JOINT COMMITTEE , http://www.mcinet.gov.ma/en/content/6th-morocco-china-trade-economic-and-technical-cooperation-joint-committee

[24]  انظر : جمعية أرباب العمل الفرنسية والاتحاد العام لمقاولات المغرب ينظمان المنتدى الاقتصادي الفرنسي المغربي ، الرابط : http://www.cgem.ma/ar/2223-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%EF%BA%83%EF%BA%A7%EF%BA%92%EF%BA%8E%EF%BA%AD-%EF%BA%8D%EF%BB%B9%EF%BA%97%EF%BA%A4%EF%BA%8E%EF%BA%A9-%EF%BA%8D%EF%BB%9F%EF%BB%8C%EF%BA%8E%EF%BB%A1-%EF%BB%9F%EF%BB%A4%EF%BB%98%EF%BA%8E%EF%BB%AD%EF%BB%BB%EF%BA%95-%EF%BA%8D%EF%BB%9F%EF%BB%A4%EF%BB%90%EF%BA%AE%EF%BA%8F

[25] Alain Ruello, Renaud Honoré, Ingrid Feuerstein , 300 milliards d’euros sur la table pour les crédits aux entreprises , Les Echos ,Mardi 17 mars 2020, NO 23160  ,p :4

[26] Romain Gueugneau , D’autres experts sont plus pessiEncore une semaine noire pour les banques en Bourse , Les Echos Lundi 9 mars 2020 ,p :29

[27]  انظر : https://www.boursorama.com/cours/1rPGLE/

[28]  انظر : https://www.boursorama.com/cours/1rPBNP/

[29] Romain Gueugneau , D’autres experts sont plus pessiEncore une semaine noire pour les banques en Bourse , Les Echos Lundi 9 mars 2020 ,p :29

 

[30] Guillaume Benoit , Le plan d’urgence de la BCE rassure les marchés sur la cohésion de la zone euro , Les Echos , 20 ,21 mars 2020 , NO : 23163 ,p :28

[31] Alain Ruello, Renaud Honoré,  Ingrid Feuerstein , 300 milliards d’euros sur la table pour les crédits aux entreprises , Les Echos, 17 mars 2020  , NO:23160 ,p :4

[32]  انظر : اجتماع مجلس بنك المغرب – 17 مارس 2020 : http://www.bkam.ma/ar/content/view/full/574014

[33] نفس المصدر

[34]  انظر ، موقع وزارة المالية ، https://www.finances.gov.ma/ar/Pages/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%A9.aspx?fiche=4756

[35] David Hodari, Summer Said , Benoit Faucon , Oil Skids As Russia Balks at More Cuts , THE WALL STREET JOURNAL , SATURDAY/SUNDAY, MARCH 7 – 8, 2020 , NO. 55,p:B1

[36]  BENOIT FAUCON ,SUMMER SAID , Oil Sinks As Saudis, Russia Clash THE WALL STREET JOURNAL , MONDAY, MARCH 9, 2020 , NO. 56 ,pp :A1,A9

[37]  انظر، الجريدة الرسمية ، السنة التاسعة بعد المئة – عدد 6865 مكرر ، 17-03-2020 ، ص:1540 .

[38]  انظر، وكالة المغرب العربي ، https://www.mapnews.ma/ar/actualites/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%84%D8%BA%D8%AA-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A-235-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1

[39] انظر : اجتماع مجلس بنك المغرب – 17 مارس 2020 : http://www.bkam.ma/ar/content/view/full/574014[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

عثمان أمكور

عثمان أمكور

باحث في العلاقات الدولية، حاصل على ماجستير من جامعة بادوفا –ايطالية، حول موضوع "تحديات الديمقراطية في زمن الذكاء الاصطناعي" له مساهمات بحثية محكمة في مجموعة من المراكز البحثية، وبعض المساهمات في كتب جماعية، وتأطير كورس أكاديمي، كما اشتغل في مجموعة من الهيئات البحثية مشرفاً على بعض الملفات البحثية.